الثلاثاء، 15 ديسمبر 2009

نصوص ( Gr 11 ) المقامة الحلوانية


المقامة الحلوانية

س1 ما المقامة ؟ ومن رائدها ؟
المقامة هى حكاية خيالية تكثر فيها المحسنات البديعية خاصة السجع وتنتهى غالباً بفكاهة أو موعظة .
رائدها :
( ابن دريد ) وبرع من بعده ( بديع الزمان الهمذانى ) ( الحريرى ) .
س3 -يعتبرها النقاد النواة الأولى (البداية) لفن الرواية . علل
لأن المقامة تحتوى على زمان ، مكان ، أحداث ، أشخاص ولكنها تفتقد الحبكة الدرامية .
س 2 -ما أسباب ظهورها ؟
1- اتصال العرب بالفرس .
2- انتشار جماعات الكدية ( جماعات تحتال لكسب الرزق ) .
3- رغبة الأدباء فى إظهار فصاحتهم .
المقامة فى اللغة تعنى : المجلس أو الجماعة من الناس .

المقامة الحلوانية
لبديع الزمان الهمذانى

كتب بديـع الزمـان الهـمذانى ما يفوق ثلاثمائة مقامة جعل بطلها شخص واحد لم يغير اسمه ( أبو الفتح الإسكندر ) وجعـل لـه روايــة يروى ما حـدث له أيضـاً لم يغـير اسمــه ( عيسى بن هشام ) .
ولكننا فى المقامة الحلوانية سنرى أن عيسى بن هشام يروى ما حدث بنفسه فقال :
" حدثنا عيسى بن هشام قال : لما قفلت من الحج فيمن قفل ونزلت حلوان مع من نزل قلت لغلامى : أجد شعرى طويلاً وقد اتسخ بدنى قليلاً فاختر لنا حماماً ندخله وحجاماً نستعمله .
وليكن الحمام واسع الرقعة نظيف البقعة طيب الهواء معتدل الماء وليكن الحجام خفيف اليد حديد الموسى نظيف الثياب قليل الفضول .
فخرج ملياً وعاد بطياً وقال : قد اخترته كما رسمت فأخذنا إلى الحمام السمت وأتيناه فلم نر قوامه ولكننى دخلته .
ودخل على أثرى رجل وعمد إلى قطعة طين فلطخ بها جبينى ووضعها على رأسى ثم خرج ودخل أخر فجعل يدلكنى دلكاً يكد العظام ويغمزنى غمزاً يهدأ الأوصال ويصفر صفيراً يرش البزاق ثم عمد إلى رأسى يغسله وإلى الماء يرسله .
وما لبث أن دخل الأول فحيا أخدع الثانى بمضمومة قعقعت أنيابه وقال : يا لكع مالك ولهذا الرأس وهو لى ؟ ثم عطف الثانى على الأول بمجموعة هتكت حجابه وقال : بل هذا الرأس حقى وملكى وفى يدى ثم تلاكما حتى عييا وتحاكمالما بقيا .
فاتيا صاحب الحمام فقال الأول : أنا صاحب هذا الرأس لأنى لطخت جبينه ووضعت عليه طينه وقال الثانى : بل أنا مالكه لأنى دلكت حامله وغمزت مفاصله فقال الحمامى : أئتونى بصاحب الرأس ( لأسأله ) ألك هذا الرأس أم له ؟ فأتيانى وقالا : لنا عندك شهادة فتجشم فقمت وأتيت شئت أم أبيت .
فقال الحمامى : يا رجل لا تقل غير الصدق ولا تشهد بغير الحق وقل لى : هذا الرأس لأيهما فقلت : يا عافاك الله هذا رأسى قد صحبنى فى الطريق وطاف معى بالبيت العتيق وما شككت أنه لى فقال لى : اسكت يا فضولى ثم مال إلى أحد الخصمين فقال : يا هذا إلى كم هذه المنافسة مع الناس بهذا الرأس ؟ تسل عن قليل خطره إلى لعنة الله وحر سقره وهب أن هذا الرأس ليس وأنا لم نر هذا التيس .
قال عيسى بن هشام : فقمت من ذلك المكان حجلا ولبست الثياب وجلا وانسللت من الحمام عجلاً "


المفردات
قفلت : رجعت ، الرقعة : المساحة ، الفضول : كثرة الكلام ( الثرثرة )
الموسى : الموس أو الشفرة ، بطيا : بطيئاً ، السمت : الطريق ، عمد : قصد
الأوصال : المفاصل ، يرسله : يصبه ، لكع : لئيم ، تجشم : تحمل المشقة
فضولى : ثرثار ، المنافسة : المشاجرة ، تسل : انس ( س . ل . و ) ، سقره : جهنم
التيس : ذكر الماعز ج : تيوس ، يغمن : يضغط ، حجاماً : حلاقاً ، البقعة : المكان
حديد : حاد ، مليا : وقتاً طويلاً ، رسمت : وصفت ، قوامه : نظامه ، يكد : يتعب
البزاق : البصاق ، أخدع : ما بين الكتف والرقبة ، عييا : تعبا ، البيت العتيق : الكعبة
خطره : فائدته ، هب : افترض ، وجلاً : فزعاً
المحسنات البديعية
السجع :
" قفل – نزل " ، " طويلاً – قليلاً " ، " ندخله – نستعمله " ، " الرقعة – البقعة "
" الهواء – الماء " ، " ملياً – بطياً " ، " رسمت – السمت " ، " يغسله – يرسله "
" عييا – بقيا " ، " جبينه – طينه " ، " حامله – مفاصله " ، " أتيت – أبيت "
" الصدق – الحق " ، " الطريق – العتيق " ، " خطره – سقره " ، " ليس – التيس "
" خجلاً – وجلاً – عجلاً "
الجناس :
" حماما – حجاماً " ، " الرقعة – البقعة " ، " الهواء – الماء " ، " رسمت – السمت "
" يغسله – يرسله " ، " أتيت – أبيت " ، " خجلاً – وجلاً – عجلاً "
الطباق : " شئت – أبيت "
ثانياً : الصور البيانية
" خفيف اليد " : كناية عن المهارة
" قعقعت أنيابه " : كناية عن قوة الضربة ، " هتكت حجابه " : كناية عن جرح الكرامة
" صحبنى فى الطريق " استعارة مكنية
" البيت العتيق " : كناية عن الكعبة
الأساليب
" يدلكنى دلكاً " ، " يغمزنى غمزاً " ، " يصفر صفيراً " : المفعول المطلق للتوكيد
" يا لكع " : نداء للتحقير ، " تجشم " : أمر للتهديد
" لا تقل – لا تشهد " : نهى للالتماس
" عافاك الله " : أسلوب خبرى لفظاً إنشائى معنى غرضه الدعاء .
" تسل " : أمر للنصح والإرشاد
أثر البيئة على النص :
1- انتشار الحمامات الشعبية . 2- شهرة الحلاقين بالثرثرة .
3- عدم احترام العمال للعملاء وطمعهم .
الشخصيات : عيسى بن هشام – غلامه – العاملان – صاحب الحمام
المكان : قرية حلوان ( جنوب بغداد )
الزمان : بعد موسم الحج .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق