بين المتنبي و سيف الدولة
للمتنبى
يبحث المتنبى فى هذه القصيدة عن العدل عند سيف الدولة الحمدانى ،
فلقد شعر أن سيف الدولة يميل ناحية خصومه فقال :
1-واحر قلباه ممن قلبه شبم
ومن بجسمى وحالى عنده سقم
شبم : بارد ، سقم : مرض والجمع : أسقام
يتحسر المتنبى على عواطفه الحارة المنبعثة من قلبه تجاه من قلبه بارد كما يتحسر على حاله فقد أصبح لدى سيف الدولة وكأنه مرض .
" واحر قلباه " : أسلوب ندبة للتحسر .
" حر × شبم " : طباق
" شبم × سقم " : تصريع
2-مالى أكتم حباً قد برى جسدى
وتدعى حب سيف الدولة الأمم ؟
أكتم : أخفى ، برى : نحل ، الأمم : المراد خصومه
ويتعجب المتنبى من أنه يخفى حبه لسيف الدولة على الرغم أن خصومه الكثيرين يدعون كذباً حبهم له .
" مالى … ؟ " : أسلوب إنشائى استفهام للتعجب .
" أكتم " : التضعيف للتوكيد على شدة إخفائه للحب .
" تدعى " : كناية عن النفاق والكذب .
" تدعى حب .. الأمم " : تقديم المفعول على الفاعل أسلوب قصر للتوكيد .
" الأمم " : كناية عن كثرة خصومه .
3-إنْ كان يجمعــــنا حـــب لغرته
فليت أنّ بقدر الحــــب تقتــــسم
لغرته : جبهته والمراد وجهه والجمع : غرر ، أنّ : نحن
فإن كان حبنا لسيف الدولة هو الذى يجمع بيننا ( أنا وخصومى ) فليت سيف الدولة يوزع رضاه علينا على قدر حب كل إنسان له .
" إنْ " : للشك فى صدق حبهم لسيف الدولة .
" يجمعنا حب " : استعارة مكنية .
" غرته " : مجاز مرسل علاقته جزئية .
" ليت " : للتمنى
4-يا أعدل الناس إلا فى معاملتى
فيك الخصام وأنت الخصم والحكم
الخصام : موضع التنافس والخصومة
ويعاتب المتنبى سيف الدولة لأنه يظلمه فهو موضع الخصام وكان ينبغى أن يكون حكماً عادلاً إلا أن المتنبى يشعر بأنه دائماً يميل لخصومه فاعتبره خصماً وحكماً فى آن واحد .
" يا أعدل الناس " : نداء للعتاب
" فيك الخصام " : تقديم شبه الجملة أسلوب قصر للتوكيد
" أنت الخصم " : أسلوب قصر بتعريف المبتدأ والخبر للتوكيد
5-أعيــــذها نظرات منك صائبة
أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم
أعيذها : أنزهها ( أبعد عنها الخطأ ) ، صائبة : على صواب × خاطئة
تحسب : تظن ، الشحم : البدانة ، ورم : انتفاخ
وأنت ذو نظرة صائبة تعرف بها من أمامك أعوذ بنظراتك أن تخطئ كأن تظن البدانة فيمن بدانته مزيفة فهى مجرد ورم .
الشطر الثانى من البيت : تشبيه ضمنى حيث يشبه خصومه بحبهم المزيف بالإنسان الوارم ببدانته المزيفة .
6-وما انتفاع أخى الدنيا بناظره
إذا استوت عنده الأنوار والظلم ؟
أخى الدنيا : الإنسان ، بناظره : بعينيه ج : نواظر ، استوت : تساوت
والإنسان الذى لا يفرق بين النور والظلام أعمى لا ينتفع بعينه وكأنه يقول له إن لم تفرق بينى أنا ( النور ) وخصومى ( الظلام ) فأنت أعمى .
" ما انتفاع … ؟ " : استفهام للنفى
" أخى الدنيا " : كناية عن الإنسان
" الأنوار " : استعارة تصريحية
" الظلم " : استعارة تصريحية
" الأنوار – الظلم " : طباق
" الأنوار " : جمع للتعظيم والفخر
7- أنا الذى نظر الأعمــــــى إلى أدبى
وأسمعــــت كلماتى من بــــــه صمم
صمم : عدم سمع ، صفة المذكر : أصم ، صفة المؤنث : صماء والجمع : صُم
وهنا يفخر المتنبى بقوة شعره حيث يقول إن كلماتى جعلت الأعمى ينظر والأصم يسمع .
" نظر × الأعمى " ، " أسمعت × من به صمم " : طباق
البيت كله كناية عن قوة تأثير أبيه
8- فالخيل والليل والبيداء تعرفنى
والسيف والرمح والقرطاس والقلم
البيداء : الصحراء والجمع : البيد ، القرطاس : الورقة والجمع : قراطيس
وهنا يفخر أيضاً بفروسيته حيث تشهد له أدوات القتال ( الخيل – السيف – الرمح ) بأنه فارس الفرسان حيث لا يهاب الليل ولا توجد أمكنة فى الصحراء إلا وتشهد له بالفروسية كما أنه أشعر الشعراء ويشهد الورق والقلم بذلك .
" الخيل – الليل " : جناس ناقص
" البيداء تعرفنى " : استعارة مكنية
كل ما سبق بـ ال : للعموم والشمول
9- يا من يعــز علينا أن نفارقهـــــم
وجدانـــنا كل شئ بعــــدكم عـــــدم
يعز : يصعب – يشق ، وجداننا : أفكارنا ، عدم : لا شئ لا قيمة له
وهنا يناديه معاتباً له حيث يقول : يا من يصعب علينا مفارقته فسنجد إن افترقنا أفكارنا أحاسيسنا عواطفنا مشاعرنا كل شئ بعدكم لا قيمة له .
" يا من يعز " : نداء للعتاب
" كل شئ × عدم " : طباق
10- إذا ترحلت عن قوم وقد قدروا
ألا تفارقهم فالراحلون هم
ترحلت : رحلت ، قدروا : استطاعوا – أيقنوا ، الراحلون : الخاسرون
فإذا رحلت عن قوم كانوا يستطيعون التمسك بك أو كان لديهم يقين بأنك لن تفارقهم فهم الخاسرون لأنهم فرطوا فيك .
" ترحلت × لا تفارقهم " : طباق سلبى
" قد – قدر " : جناس ناقص
" الراحلون هم " : أسلوب قصر للتوكيد
تقديم الخبر على المبتدأ ، تعريف المبتدأ والخبر
11- شر البلاد مكان لا صديق به
وشر ما يكسب الإنسان ما يصم
شر : أسوا ، يصم : يعيب
وهنا يقرر حكمة تقول : " أن أسوا البلاد هى التى لا صديق فيها وأسوا المكاسب هى التى تجلب لصاحبها العيب والعار " .
البيت كله يجرى مجرى الحكمة .
هــــذا عتابك إلا أنه مقــــة
قد ضمن الــــدر إلا أنه كلـــم
مقة : محبة ( و . م . ق ) ، الدر : اللؤلؤ ، كلم : كلام
وهذا عتاب منى لك إلا أنه دليل محبة وقد احتوى هذا العتاب على كلمات كاللؤلؤ ولكنها فى النهاية مجرد كلمات .
" قد " : للتوكيد
" الدر " : استعارة تصريحية
أثر البيئة على النص :
1- انقسام الدولة العباسية لدويلات .
2- الصراع بين الشعراء والتنافس .
3- أدوات القتال مازالت هى ( السيف – الرمح – الخيل ) .