الاثنين، 7 ديسمبر 2009

Gr 11 (نصوص ) اختيار الصديق لابن المقفع

اختيار الصديق
لابن المقفع
الفقرة الأولى :
1- التأنى فى اختيار الصديق
" اجعل غاية تشبثك فى مؤاخاة من تؤاخى ،ومواصلة من تواصل توطين نفسك على أنه لا سبيل لك إلى قطيعة أخيك ، وإن ظهر لك منه ما تكره ؛ فإنه ليس كالمملوك تعتقه متى شئت ، أو كالمرأة التى تطلقها إذا شئت ، ولكنه عرضك ومروءتك ، فإنما مروءة الرجل إخوانه وأخدانه ، فإن عثر الناس على أنك قطعت رجلاً من إخوانك ، وإن كنت معذراً نزل ذلك عند أكثرهم بمنزلة الخيانة للإخاء والملال فيه ، وإن أنت مع ذلك تصبرت على مقارته على غير الرضا عاد ذلك إلى العيب والنقيصة . فالاتئاد ، الاتئاد والتثبت ، التثبت ".
المفردات
غاية : هدف الجمع : غايات × الوسيلة ، تشبثك : تمسكك × تفريطك ، توطين : : حمل
قطيعة : مقاطعة × مواصلة ، سبيل : طريق ج : سُبُل ،المملوك : المراد العبد
ج : مماليك × المالك – الحر ، تعتقه : تحرره – تطلق × تقيده ، مروءتك : رجولتك
أخدانه : أصحابه م : خِدن ، جمع المرأة : نساء ، معذراً : لك عذر ، الملال : الملل
تصبرت : صبرت × جزعت ، مقارته : صداقته × معاداته
الشرح
اجعل الهدف من تمسكك بصداقتك بصديقك أو بمن لك صلة به هو حمل نفسك على أنك لن تقاطعه إطلاقاً حتى وإن ظهر لك منه ما تكرهه فهو ( الصديق ) ليس كالمملوك الذى تحرره حتى شئت أو كزوجة تطلقها متى شئت لكنه شرفك ورجولتك فرجولة الرجل تظهر فى إخوانه وأصحابه ، وإن وجدك الناس قاطعت صديقاً لك اعتبروك خائناً وملولاً وإن صبرت على هذه الصداقة وأنت على غير راض عنها فالعيب منك لأنك لم تحسن .
الفقرة الثانية :
2- كيف تختار صديقك ؟
" وإذا نظرت فى حال من ترتئيه لإخائك ، فإن كان من إخوان الدين ، فليكن فقيهاً غير مراءٍ ولا حريص .
وإن كان من إخوان الدنيا فليكن حراً ، ليس بجاهل ولا كذاب ولا شرير ولا مشنوع .
فإن الجاهل أهل أن يهرب منه أبواه ، وإن الكذاب لا يكون أخاً صادقاً لأن الكذب الذى يجرى على لسانه إنما هو من فضول كذب قلبه وإنما سمى الصديق من الصدق وقد يتهم صدق القلب وإن صدق اللسان فكيف إذا ظهر الكذب على اللسان وإن الشرير يكسبك العدو ولا حاجة لك فى صداقة تجلب العداوة وإن المشنوع شانع صاحبه .
المفردات
الاتئاد : التمهل × التعجل ، التثبيت : التأكد × التشكك ، ترتئيه : تراه يصلح
فقيه : متعمق ج : فقهاء ، مراء : منافق × مخلص ، حريص : بخيل بنصيحته وعلمه
جاهل : أحمق ، مشنوع : مفضوح × مستور ، أهل : أجدر ، فضول : زيادة
الشرير : من يفعل الشر × الخير
الشرح
الزم التمهل والتأكد من صفات صديقك ، فإذا نظرت فى حال من تراه يصلح لصداقتك فستجده نوعين :
أ- إن كان من إخوان الدين فلابد أن يكون متعمقاً فى الدين ليس منافقاً ولا بخيل بنصيحته .
ب- وإن كان من إخوان الدنيا فليكن حراً ليس مملوكاً كى تجده وقتما تحتاجه ، وابتعد عن الأحمق والكذاب والشرير والمفضوح ( ذو السمعة السيئة ) .
لأن الأحمق يضر نفسه ومن حوله حتى أن أبواه هما أول من يهرب منه ، والكذاب لن يكون صديقاً صادقاً فقلبه امتلاء بالكذب والزيادة منه جرت على لسانه ولقد سمى الصديق من الصدق ، وقد يشك الناس فى صدق الصادق فما بالنا لو كان كاذباً ؟!!
أما الشرير فله أعداء فإن صادقته صار لك نفس الأعداء ولا حاجة لك فى صداقة تجلب العداوة وأخيراً المفضوح يفضح صديقه .
الفقرة الثالثة :
3- سلوك المرء مع الناس
" واعلم أن انقباضك عن الناس يكسبك العداوة وإن انبساطك إليهم يكسبك صديق السوء ، وسوء الأصدقاء أضر من بغض الأعداء ، فإنك إن واصلت صديق السوء أعيتك جرائره ، وإن قطعته شانك اسم القطيعة ، وألزمك ذلك من يرفع عينيك ولا ينشر عك فإن المعايب تنمى ، والمعاذير لا تنمى "
المفردات
انقباضك : انعزالك ، انبساطك : إنتشارك ، أضر : أكثر ضرراً × أنفع
بغض : كراهية ، أعيتك : أعجزتك ، جرائره : مشاكله م : جريره
شآنك : عابك × زانك ، المعايب : العيوب ، تنمى : تنتشر ، ماضيه : نمى – انتشر
المعاذير : الأعذار ، سوء × حسن
الشرح
ويحدد ابن المقفع سلوك الإنسان مع الآخرين وهو الاعتدال حيث إنك إن انعزلت عن الناس عادوك ظناً منهم أنك متكبر ، وإن انتشرت فيهم ستكتسب صديقاً سيئاً ، والصديق السيئ أكثر ضرراً من العدو الذى يكرهك ، فإنك إن ظلت صلتك مستمرة بهذا الصديق السيئ أعجزتك مشاكله ، وإن قاطعته عابتك هذه القطيعة والعيوب تنتشر بينما الأعذار لا تنتشر .
? موطن نقد
" إنه ليس …. كالمرأة " : تشبيه منفى حيث ينفى أن الصديق يشبه الزوجة التى تطلقها إذا
شئت .
أخطأ ابن المقفع فى جعل مكانة الصديق أكبر من مكانة الزوجة فالزواج رباط مقدس تحترمه جميع الأديان فلقد جعل الله بين الرجل وزوجته مودة ورحمة ، كما أن الطلاق أبغض الحلال عند الله فهو يؤدى إلى هدم أسرة وتشريد أولاد .
تحليل النص
" اجعل " : أسلوب إنشائى نوعه أمر غرضه النصح والإرشاد .
" وإن ظهر لك منه ما تكره " : كناية عن شدة التمسك بالصديق .
" فإنه ليس كالمملوك … أو كالمرأة " : تشبيه منفى.
" فإنه " : للتوكيد ، " لكنه " : للاستدراك ليمنع الخطأ فى الفهم .
" لكنه عرضك " : تشبيه بليغ ، " إنما " : أسلوب قصر للتوكيد
" إخوانه – أخدانه " : بينهما جناس ناقص يحرك الذهن ويعطى نغمة موسيقية .
" الاتئاد الاتئاد " : ايجاز بالحذف حيث حذف الفعل
"الاتئاد" : توكيد لفظى ، "الزم" : أمر للنصح والإرشاد
" فليكن " : لام الأمر للنصح والإرشاد
" إخوان الدين × إخوان الدنيا " : طباق يبرز المعنى ويوضحه
" ليس بجاهل " : الباء حرف زائد للتوكيد ، " فإن الجاهل " : تعليل لما قبله
" الكذب الذى يجرى " : استعارة مكنية
" سمى " : إيجاز بالحذف حيث حذف الفاعل ( الناس ) للعلم به
" قد يتهم " : للشك
" كيف إذا ظهر الكذب على اللسان ؟!! " : استفهام للتعجب
" يكسبك العدو " : استعارة مكنية
" يجلب لك العدو " : أفضل لأن الكسب دائماً للشئ المستحب
" أعلم " : أمر يوحى بأهمية ما بعده ، " انقباضك × انبساطك " : طباق
" الأصدقاء × الأعداء " : طباق ، " واصلت × قطعت " : طباق
" أعيتك جرائره " : استعارة مكنية ، " تنمى × لا تنمى " : طباق سلبى
التعليق



§ نلاحظ من خلال نص ابن المقفع أنه يعكس مدى الحضارة الموجودة فى عصره ( العباسى الأول ) ، حيث نجد الأفكار مرتبة ومسلسلة مما يدل على الوعى الثقافى والحضارى .
§ كما أن الموضوع اجتماعى مما يدل على مدى الثراء والاستقرار الذى كانوا يعيشون فيه .
§ يبدو من خلال كلامه أنهم يهتمون بالدنيا أكثر من الدين .
خصائص أسلوب ابن المقفع
1- الوصـول للمـعنى من أقرب طريق باستخدامه
الألفاظ الواضحة مما جعل أسلوبه يسمى بـ ( السهل الممتنع ).
2- يرفض تزاحم الصور والمحسنات .
3- التنويع بين الأساليب الخبرية والإنشائية .
4- سهولة الألفاظ ووضحها .
5- عدم التكلف فى الصور والمحسنات .
6- دقة المعانى .
7- تسلسل الأفكار وترابطها .
8- البعد عن الألفاظ الغريبة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق